Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

ما رأيك فيمن يقول إن اتباع الدين يعوق العلم والتقدم ؟

د. خالد عبد النبى

يرى بعض الذين خدعوا بمظاهر الحضارة الغربية الزائفة وزخرفها البراق وما وصلت إليه الدول الغربية من التقدم العلمي في شتى المجالات وهم غير مسلمين وفي المقابل ينظر إلى ما وصل إلية حال الدول الإسلامية أو كثير منها من التبعية والركود الفكري فيظن أن السبب الوحيد في هذا هو الدين فيتهمه بالرجعية وإعاقة التقدم والحضارة .

وهذا المقياس غير صحيح وأبسط قواعد العلم الحديث تنقضه والمفكر المتأمل بأدنى نظر  ينقض هذا الزعم الذي لا أساس له ولا دليل عليه .

وقد نما هذا الرأي إلى أذهان بعض المسلمين من جراء تبعيتهم للفكر الغربي الذي اعتبر الدين أكبر المعوقات عن التقدم والعلم وذلك لما عانوه في فترة ما قبل الثورة الصناعية في أوربا من تسلط رجال الكنيسة والسيطرة على الفكر ومحاربة العلم فعاشوا عصورا مظلمة انتهت بالثورة للخلاص من سيطرة الكنيسة ونشأ عنها ما يسمى بالعلمانية التي أعطت للعلم القداسة ودعت إلى الإلحاد المادي وجعلته دينا .

وهذا الوضع مختلف تماما عما دعت إليه تعاليم الإسلام الرسالة السماوية التي تحمل كل ركائز الحضارة الإنسانية وتأخذ بكلتا يديه إلى العلم والتقدم والتطور وإلى سعادته في دنياه وأخراه في منهج متوسط ومتوازن لا يأتيه الياطل ولا يشوبه الزيف قال الله تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)

وهو منهج يقدر العلم حق قدره لا يغالي فيه ولا يقلل من انجازاته فالاسلام جعله واجبا وفريضة على كل مسلم  قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» مع وضع العلماء في مكانة لا يتساوون فيها مع غيرهم كما قال تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )

والدين يقدم للإنسان الأخلاق التي تساعده على التقدم والتحضر فالمسلم من أخلاقة الصدق والأمانة والوفاء بالعهد والتعاون والكرم والتواضع والشجاعة والتسامح مع الآخرين والوسطية في أموره .

وكذلك يبعده ويمنعه من صفات الشر التي تعوق التحضر كالفساد في الأرض والإسراف والتبذير والظلم والطغيان والكذب والخيانة.

وهذا هو المنهج السليم للعلم والتحضر والتقدم فليس هو رجعية كما يزعم من ضل عن المنهج الصحيح بل هو استعانة بالمنهج الإلهي الذي رسمه لنا خالق الكون ومدبره وخالق الإنسان ومصوره ولا شك أن أي أمة من الإمم مهما بلغت من الغي والضلال لو تمسكت به لكان فيه نجاتها وتقدمها وليس هذا الأمر ببعيد عن التطبيق بل هو واقع فالمسلمون الأوائل لما أكرمهم الله بالإسلام وساروا على منهاجه سادوا العالم حضارة وأخلاقا ورقيا وعلما وملأوا أرجاء الأرض نورا وسماحة عاش الناس في ظلاله ينعمون بالسلام والأمان .-

Spread the love
Show CommentsClose Comments

Leave a comment